السكان

تشهد المناطق الريفية في أفغانستان نسبة وفيات الأمهات المرتفعة، حيث يصل عدد النساء اللاتي يفقدن حياتهن إلى حوالي 638 امرأة من كل 100 ألف عملية ولادة. ولمعالجة هذه المشكلة الملحة، يقدم برنامج التدريب الخاص بصندوق الأمم المتحدة للسكان تدريبًا للقابلات العاملات في مراكز صحة الأسرة التابعة للصندوق، والتي توفر الخدمات الطبية الوحيدة المتاحة في المناطق النائية بأفغانستان، والتي تعاني من صعوبات في الوصول إليها. يتضمن هذا التدريب تطوير مهارات القابلات وتعزيز معرفتهن الطبية، بهدف تعزيز رعاية الأمهات وتقليل حالات الوفيات الناجمة عن الولادة. توثق الصورة المرفقة الجهود المبذولة من قبل صندوق الأمم المتحدة للسكان في أفغانستان لمعالجة هذه المشكلة الصحية الملحة.

النمو السكاني

شهد العالم زيادة كبيرة في عدد سكانه، حيث ارتفع عدد السكان إلى أكثر من ثلاثة أضعاف ما كان عليه في منتصف القرن العشرين. فقد بلغ عدد سكان العالم 8.0 مليار نسمة في منتصف نوفمبر 2022، بعد أن كان يقدر بحوالي 2.5 مليار شخص في عام 1950. وقد ازداد العدد بمقدار مليار فرد منذ عام 2010، وبمقدار ملياري فرد منذ عام 1998. ومن المتوقع أن يستمر هذا الارتفاع، حيث يُتوقع أن يرتفع بمقدار ملياري فرد خلال الثلاثين سنة المقبلة، ليصل إلى 9.7 مليار نسمة بحلول عام 2050. ومن المرجح أن يصل عدد سكان العالم إلى ذروته حوالي 10.4 مليار نسمة في منتصف العقد الثامن من هذا القرن.

تعود أسباب هذه الزيادة الكبيرة في عدد السكان إلى زيادة عدد الأفراد القادرين على الإنجاب، وزيادة متوسط العمر، وتسارع وتحسن عمليات الهجرة. وقد ترافق هذا النمو السكاني الكبير مع تغيرات جذرية في معدلات الخصوبة. وتترتب على هذه الاتجاهات تأثيرات بعيدة المدى على الأجيال القادمة.

يوم الثمان مليارات

في يوم 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، بلغ عدد سكان العالم 8 مليارات شخص، وهذا يُعَدُّ إنجازًا هامًا في تاريخ التنمية البشرية. وبالرغم من أن ارتفاع عدد السكان من 7 إلى 8 مليارات نسمة استغرق 12 عامًا، إلا أنه من المتوقع أن يستغرق ما يقرب من 15 عامًا – حتى عام 2037 – ليصل العدد إلى 9 مليارات نسمة، مما يُظهِرُ تباطؤًا في معدل النمو السكاني العالمي. ومع ذلك، لا تزال مستويات الخصوبة مرتفعة في بعض البلدان، خاصة تلك ذات الدخل الفردي المنخفض، وبالتالي فإن النمو السكاني العالمي مركز بشكل متزايد في البلدان الأكثر فقرًا، والتي توجد بغالبيتها في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا.

الصين والهند: الدول الأكثر اكتظاظًا بالسكان

يتميز الصين والهند بموقعهما كأكثر دولتين اكتظاظًا في العالم، حيث يتجاوز عدد سكانهما مليار نسمة لكل منهما، ويشكل كلاهما نسبة تقدر بحوالي 18 في المائة من سكان العالم. وبحلول عام 2023، من المتوقع أن تتخطى الهند الصين لتصبح أكبر دولة سكانيًا في العالم، بينما يُتوقع أن يشهد عدد سكان الصين تراجعًا بنسبة 2.7 في المائة، أي ما يعادل 48 مليون شخص، بين عامي 2019 و 2050. هذه المعلومات مستمدة من تقديرات التوقعات السكانية العالمية لعام 2022، التي نُشرت عبر بوابة بيانات صندوق الأمم المتحدة للسكان.

العالم في 2100

من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 8.5 مليار في عام 2030، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد إلى 9.7 مليار نسمة بحلول عام 2050، ثم يصل إلى 10.4 مليار نسمة بحلول عام 2100. يجب أن نلاحظ أن هذه التوقعات ليست قطعية ومحددة بالتأكيد، حيث تعتمد على تقديرات متوسطة للمتغيرات المختلفة. تستند هذه التوقعات على افتراض انخفاض معدل الخصوبة في البلدان التي لا تزال تعتمد على الأسر الكبيرة كنمط سائد، بالإضافة إلى زيادة طفيفة في معدل الخصوبة في بعض البلدان التي ينجب فيها النساء طفلين أو أقل في المتوسط. من المتوقع أيضًا تحسن احتمالات البقاء على قيد الحياة في جميع البلدان.

أفريقيا هي القارة الأسرع نموا

من المتوقع أن يشهد القارة الأفريقية أكثر من نصف نمو السكان العالمي بحلول عام 2050، وتعتبر أفريقيا هي المنطقة ذات معدل نمو سكاني أعلى في العالم. ومن المتوقع أن يتضاعف عدد سكان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في ذلك الوقت. وعلى الرغم من احتمالية انخفاض معدلات الخصوبة في المستقبل القريب، فإنه من المتوقع أن يزداد عدد السكان في أفريقيا بشكل سريع. وبغض النظر عن العوامل غير المحددة المؤثرة في اتجاهات الخصوبة المستقبلية في إفريقيا، فإن وجود عدد كبير من الشباب في القارة في الوقت الحاضر، والذين من المتوقع أن يصلوا إلى سن البلوغ في السنوات المقبلة وينجبوا أطفالًا، يضمن أن القارة ستلعب دورًا رئيسيًا في تحديد حجم وتوزيع سكان العالم على مدار العقود القادمة.

مقالات ذات صلة

نقصان عدد السكان في أوروبا

من المتوقع أن يشهد قارة أوروبا، على عكس الوضع في أفريقيا، تراجعاً في عدد سكان 61 دولة أو منطقة في العالم بحلول عام 2050. ومن المتوقع أن تشهد عدة بلدان تراجعًا في نسبة سكانها بنسبة تفوق 15% بحلول ذلك العام، وتشمل هذه البلدان البوسنة والهرسك وبلغاريا وكرواتيا وهنغاريا واليابان ولاتفيا، وليتوانيا وجمهورية مولدوفا ورومانيا وصربيا وأوكرانيا. وتظهر البيانات الحالية أن مستوى الخصوبة في جميع الدول الأوروبية (حوالي 2.1 طفل لكل امرأة) يقل عن المستوى المطلوب للحفاظ على استبدال السكان على المدى الطويل. وفي معظم الحالات، فإن معدل الخصوبة لا يزال دون مستوى الاستبدال الكامل لعدة عقود.

العوامل المؤثر في النمو السكاني

معدلات الخصوبة

يعتمد النمو السكاني في المستقبل بشكل كبير على اتجاه معدل الخصوبة المتوقع في السنوات القادمة. ووفقًا لتقرير التوقعات السكانية العالمية لعام 2022، من المتوقع أن ينخفض معدل الخصوبة العالمي من 2.3 طفل لكل امرأة في عام 2021 إلى 2.1 طفل في عام 2050. هذا التناقص في معدل الخصوبة يشير إلى أن العديد من البلدان ستواجه تحديات في مجال النمو السكاني والتنمية المستدامة في المستقبل. وتشمل هذه التحديات التأثير على هياكل السكان والاقتصادات والموارد الطبيعية، حيث يمكن أن يؤدي النمو السكاني البطيء أو الانخفاض في معدل الخصوبة إلى تغيرات هامة في توزيع السكان وتكوين الأعمار والتوازن الديمغرافي. وبناءً على هذه التوقعات، يجب على الدول والمجتمعات التخطيط لتلبية الاحتياجات المستقبلية لسكانها وضمان استدامة التنمية في مجالات مثل التعليم والرعاية الصحية والتوظيف والبنية التحتية.

زيادة التعمر

شهدت السنوات الأخيرة تحقيق مكاسب كبيرة في زيادة متوسط العمر المتوقع عالميًا. ومن المتوقع أن يرتفع متوسط العمر المتوقع عند الولادة من 72.8 عامًا في عام 2019 إلى 77.2 عامًا بحلول عام 2050. على الرغم من تحقيق تقدم في تقليل الفروق في نسب التعمر بين البلدان، إلا أن هناك فروقًا كبيرة لا تزال قائمة. في الواقع، في عام 2021، لا يزال متوسط العمر في بعض البلدان يتأخر عن المتوسط العالمي بما يزيد عن سبع سنوات، وذلك بسبب ارتفاع نسب وفيات الأطفال والوفيات النفاسية، فضلاً عن تأثيرات المستويات العالية للعنف والصراعات وتفشي وباء الإيدز.

الهجرة الدولية

تعد الهجرة الدولية جزءًا صغيرًا بكثير من عوامل التغير السكاني، مثل الولادة والوفاة. ومع ذلك، فإن تأثير الهجرة يكون كبيرًا على حجم السكان في بعض الدول والمناطق، وخاصة في تلك البلدان التي تعتبر مرسلة أو مستقبلة لعدد كبير نسبيًا من المهاجرين، سواء لأسباب اقتصادية أو بسبب تدفق اللاجئين. وعلى مدار الفترة من عام 2010 إلى عام 2021، شهدت 17 دولة ومنطقة وصول أكثر من مليون مهاجر، ومن المتوقع أن تشهد 10 بلدان خروجًا بنفس العدد.

دور الأمم المتحدة في قضايا السكان

شاركت منظومة الأمم المتحدة في معالجة هذه القضايا المعقدة والمترابطة، وقد تم ذلك من خلال جهود صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) وشعبة السكان التابعة للأمم المتحدة في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية. تعمل هذه المؤسسات على التصدي للتحديات التي تواجه البشرية في مجالات متعددة مثل الصحة الإنجابية وتخفيض معدلات الوفيات النسائية وتعزيز النمو الديمغرافي المستدام والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

شعبة السكان في الأمم المتحدة

تعنى شعبة السكان، التابعة للأمم المتحدة، بجمع المعلومات حول قضايا متعددة مثل الهجرة الدولية، والتنمية، والتوسع الحضري، والآفاق والسياسات السكانية العامة، وإحصاءات الزواج والخصوبة. تُقدم الشعبة خدماتها لمختلف هيئات الأمم المتحدة، بما في ذلك لجنة السكان والتنمية، وتدعم تنفيذ برنامج العمل المعتمد من قبل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي عُقد في عام 1994.

وتقوم الشعبة بإعداد التقديرات والإسقاطات الديمغرافية الرسمية للأمم المتحدة لجميع بلدان العالم ومناطقها. كما تساعد الدول في تطوير قدراتها في صياغة سياسات سكانية فعّالة. وبالإضافة إلى ذلك، تسهم الشعبة في تنسيق الأنشطة المتعلقة بالمعلومات الاحصائية ضمن منظومة الأمم المتحدة، من خلال مشاركتها في لجنة تنسيق الأنشطة الإحصائية.

صندوق الأمم المتحدة للسكان

بدأ صندوق الأمم المتحدة للسكان عملياته في عام 1969، بهدف أن يلعب دورًا قياديًا في منظومة الأمم المتحدة في تعزيز البرامج السكانية، وذلك استجابةً لحق الإنسان الذي يتيح للأفراد والأزواج تحديد حجم أسرهم بحرية. وفي المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي عُقد في القاهرة عام 1994، تم توضيح وتفصيل ولاية صندوق الأمم المتحدة للسكان بشكل أوسع، مع التركيز بشكل خاص على الأبعاد الجنسانية وقضايا حقوق الإنسان المتعلقة بالسكان. وأُعطي الصندوق دورًا رائدًا في مساعدة البلدان على تنفيذ برنامج عمل المؤتمر. وحاليًا، يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مجالات الصحة الجنسية والإنجابية وحقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والسكان والتنمية، ويقوم بتنفيذ برامج خاصة بالشباب.

وفيما يتعلق بقضية السكان، عُقدت الأمم المتحدة ثلاثة مؤتمرات ودورتين خاصتين للجمعية العامة والقمة في عام 2019، من أجل التركيز على هذا القضية الهامة.

ويحتفل العالم باليوم العالمي للسكان في الحادي عشر من تموز/يوليو من كل عام، لأنه يوم وصل فيه تعداد سكان العالم إلى خمسة مليارات نسمة في عام 1987، وهو إنجاز تاريخي.

الموارد

  • صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)
  • شعبة السكان في الأمم المتحدة
  • World Population Prospects 2022
  • اليوم العالمي للسكان
  • مؤتمرات الأمم المتحدة للسكان
  • قصص ذات صلة من منظومة الأمم المتحدة
  • لوحة معلومات سكان العالم
زر الذهاب إلى الأعلى